الحكاية مش إخوان الحكاية دين اتهان


الحكاية مش إخوان ولا حكاية شعب اتهان؛ لأن الشعب مهان وذاق كل ألوان العذاب منذ أكثر من ستين عاما من حكم العسكر، لكن الحكاية يا سادة في الأصل هي الإسلام، وبدأت بالإخوان وتشويه الإخوان المسلمين منذ اللحظة الأولى لحكم الدكتور محمد مرسي حتى تم الانقلاب عليه في يوليو 2013.

وكان الانقلاب على الدكتور مرسي هو انقلاب على إرادة الشعب واختياراته هذا في الظاهر أما ما كان في الباطن وظهر جليا الآن هو الانقلاب على كل ما يمت للإسلام بصلة، بتنسيق إقليمي ودولي.

وعقب الانقلاب بدأت الحملة المسعورة على الإسلام من كل صوب في الداخل والخارج، فداخليا تم تصنيف الإخوان جماعة إرهابية ومطالبة العالم كله بإدراجها ضمن المنظمات الإرهابية، واستجاب البعض ورفض الآخر طبقا لمبدأ المصالح. وتبع ذلك الكثير من الإجراءات على نفس النهج، مثل غلق آلاف المساجد والزوايا، ومنع الآلاف من الخطابة واعتلاء المنابر، ذلك على سبيل المثال لا الحصر.

وبعد الانتهاء من التنكيل بالإخوان وإيداع معظم قادتهم بالسجون، بدأ التحول وتوسيع دائرة الاتهام من الإخوان إلى كل المسلمين في العالم البالغ عددهم 1.6 مليار مسلم، واتهام كل هؤلاء بأنهم يسعون لإبادة سكان العالم كافة البالغ عددهم 7 مليار نسمة، وهذا أمر مستحيل وسوف يحدث مشاكل كثيرة للمسلمين، مما يستوجب القيام بثورة دينية تخلصنا نحن المصريين وكل المسلمين في العالم من التمسك بالنصوص التي يقدسونها منذ مئات السنين، أي منذ نشأة الإسلام وليس نشأة الإخوان التي لم يمر على نشأتها إلا حوالي 80 سنة ليس أكثر.

وبالطبع لا يقدس المسلمون في مصر والعالم سوى القرآن وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وذلك منذ نشأة الإسلام أي منذ مئات السنين فعلا، واستجابة لذلك بدأت تتعالى بعض الأصوات بكل تبجح ووقاحة في الإعلام بضرورة تنقيح القرآن من الآيات التي تحث على الجهاد وغيرها، مع أصوات أخرى تشكك في صحيحي البخاري ومسلم، باختصار بدأت حملة إعلامية للضرب في الثوابت، ثوابت الدين التي يعرفها المسلمون منذ أكثر من 1400 عام.

ووجدت الحملة على المقدسات الإسلامية في الداخل صداها في الخارج، سواء بتنسيق متفق عليه أو من باب التقاط الخيط وتوسيع الحملة على المسلمين، بعد أن بدأها بنو جلدتهم لتكون على مستوى العالم كله، فسارعت أمريكا بتكوين تحالفات دولية لضرب الدولة الإسلامية بالعراق والشام المعروفة بـ "داعش".

وحتى لا يقتصر الأمر على "داعش"، بدأت فرنسا هي الأخرى بترتيب حادثة الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" وتصويرها للعالم بأن المسلمين يمثلون خطرا على الحضارة الإنسانية والعالم بعملياتهم الإرهابية في كل مكان.

وإن لم يأت ذلك المعنى نصًا في بيان الرئيس الفرنسي "هولاند" عقب الحداثة، إلا أنه جاء فعلا وعملا بإجراءات على أرض الواقع، حيث دعا "هولاند" لتنظيم تظاهرة عالمية بفرنسا لشجب الإرهاب وضرورة محاربته، وللأسف حضرها بعض قادة الدول العربية.

ورغم إدانتنا لأفعال "داعش" ونهجها ولحادثة "شارلي إيبدو" إلا أن تنظيم تظاهرة عالمية إثر حادثة فعلها كما يقولون ثلاثة من المسلمين، لا يعني سوى توجيه رسالة للعالم فحواها لصق الإرهاب بالمسلمين أينما وجدوا سواء في البلاد الإسلامية أو غيرها من بلدان العالم كافة.

ولعل ما يدلل على ذلك أنه بعد التظاهرة مباشرة أعادت الصحيفة نفسها "شارلي إيبدو" نشر الرسوم التي سبق أن نشرتها منذ سنوات والتي تسيء لنبي الأمة الإسلامية ورسولها سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما نشرتها صحف أخرى في عدة دول من العالم، دون أن يحرك ذلك ساكنا لحاكم في العالم الإسلامي بأثره.

إذن الحكاية يا سادة مش إخوان ولا حكاية شعب اتهان، لكن الحكاية هي الإسلام واضحة البيان لكل ذي عقل وعينين.



منقول





from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب
سيو

0 التعليقات: