ألا بذكر الله تطمئن القلوب1


يقول الله تعالى :( إذكروا نعمة الله عليكم ) مرات كثيرة في القرآن ، ويقول إذكر نعمتي عليك ويقول واذكر آخا عاد ويقصد بذلك أحداث التاريخ ولما يقص الله القصص يقول كذلك نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤاد إذن تذكر أحداث التاريخ وما حدث من قبل يثبت القلوب ويطمئن القلوب ولما يقول : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) إنما الله ليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار وإنما يعرف الله بالنظر إلى خلقه وأن هذا الكون ليس باطلاً ولا عبثاً.

إن معرفتك حين تفكر في بدائع صنع الله الذي أتقن كل شيء هذا الذي يجعلك تسبح كما ذكر الله ذلك في القرآن ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ولأولي النهى ولقوم يتدبرون ) ويقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك إن الذي يتدبر الكون هو الذي يصل إلى ادراك عظمة الله وهو الذي يتعرف على نعم الله فيشكر الله ويحمده والإنسان حين يتفاعل مع الكون المسخر له بكل ما فيه إنه لمقام كبير علاقة الإنسان بالكون هذا الكون اللانهائي مسخر للإنسان والكون كله رمز وآية وعلاقة على القوة العظمى الذي لا يمكن أن يكون للكون معنى بدون معرفة الابداع في الكون الذي يخشع عقل الإنسان كلما تعمق الإنسان في فهم سنن الكون ويشعر الإنسان بالخشوع ويدرك معنى الحق ومغزى الوجود ويشعر بمعنى العلو ورفع الدرجات إنما يخشى الله من عباده العلماء.

إن الروح الذي نفخ الله في الإنسان هو القادر على فهم نظام الكون وعظيم الابداع فالكون والإنسان القادر على الفهم والله الذي أوجد الكون وأوجد الإنسان الذي سُخِر له الكون والإنسان يمكن أن يدرك التسخير في مستوى المادة ومستوى الحياة وهذا الإدراك الإنساني مستوى أعلى وخلق آخر من آخر المستويات لمغزى هذا الكون ، كيف كان الإنسان ضعيفاً وكيف بما نفخ فيه من الروح استطاع هذا الإنسان أن يكشف سنن الله في هذا الكون كيف تعلم الزراعة وكيف استأنس الحيوان وكيف سخر الطاقات المبثوثة في الكون كيف سخر البرق والرعد هذا الذي كان يبث الرعب في القلوب صواعق يصيب بها من يشاء ويخطف الأبصار يدمر ويحرق ، كيف تمكن الإنسان بما أعطي من قدرة الفهم والتسخير أمسك بهذا البرق المارد فأنزله بأمن وأمان إلى الأرض بدون أن يدمر ويحرق وقد يصل إلى تعبئته في بطارية يعيد استخدامها إن هذه الطاقة المتمردة أمسكها الإنسان بمعرفة قوانينها وسننها فسخرها تسخيرات لا نهائية إن الرعد مرعب ولكن الذي يعرف سننه يشعر بالأمن والطمأنينة.

إذن نحن لما نعلم سنة الله في خلقه وكيف سخر الله للإنسان ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون إن هذه الطاقة المدمرة الآن تخدم الإنسان في الإضاءة فكيف إذا انقطعت تتوقف الأعمال وإذا عادت كيف يصيح الأطفال استبشاراً وكيف هذه الطاقة لا يقدر الإنسان أن ينقطع عنها لحظة إن دخولها إلى حياة الإنسان من النعم إذا كان الإنسان رفع من قوة عضلاته بأنواع الطاقات فإن الإنسان رفع بطاقة الرعد قوة عقله حيث الإنسان الآلات التي تخزن المعلومات وتقدمها بسرعة ساعد عقل الإنسان وتذكره بسنن الله أضعافاً مضاعفة حيث هذه الآلات تعالج المعلومات التي تعد بالملايين والبلايين بسرعة لا يمكن لعقل الإنسان الذي أبدع هذا أن يتمكن مثل هذه الآلة في سرعة استحضار المعلومات فبواستطها أبصر الخفايا في السماء والأرض وهذا الإنسان الذي كان يعيش في الظلام في الكهف الذي كان طاقة النار وسيلته في الإضاءة.

إن هذه الطاقة الجديدة التي كشفها منذ قرن فقط فكيف يمكن أن نفهم الآلاف من السنين التي قضاها الإنسان وهو لا يتمكن من هذه النعم التي تقدمها هذه الطاقة هذا في مجال المادة حين كشف الإنسان سنن تسخير المادة ولكن كذلك لما كشف الإنسان سنن ونظام الجسد الحي كيف تخلص من كثير من الأمراض كيف كان الناس يموتون بأنواع الوباء وبالأعداد الكبيرة ولا يعرفون كيف جاء الوباء ولا كيف ذهب فكشف الإنسان أسباب الأمراض ورأى الكائنات الدقيقة التي كانت تسبب هذه الأمرض فقضى على كثير منها وأراح الناس من الآلام وأطال الأعمار وتعلم كيف ينتج غذاءه وهو في طريقه بتسارع ليسخر أكثر وأكثر وليرتاح من الجوع والألم ولكن حديثي هذا كله ليس لهذا وإنما لشيء آخر .

وهو كيف سيتعافى الإنسان من مرض آخر ليس مرض الجوع ولا مرض الاجساد من الكائنات الحية الدقيقة ولكن من مرض آخر ومن مشكلة أخرى إنه تعرف على سنن إنتاج الغذاء وسنن المحافظة على صحة جسد الإنسان ولكن كيف سيتعلم على كشف صحة عقله وقلبه ونفسه إن الله لما يتحدث عن مرض القلب لا يقصد القرآن المرض الجسدي الذي يصيب القلب ويقضي على كثير من الناس بدون أن يشعر فجأة يقضي على الإنسان والذين يشتغلون في هذا الموضوع مستنفرون لكي يجدوا حلاً ولكن المراد حين يذكر مرض القلب إنما يريد مرض الفهم مرض العقائد والتصورات التي تتصورها للكون والإنسان والله إننا نؤمن بالله ولكن لا نعرف الله وما عندنا من تصورات عن الله ظنون خاطئة يقول الله في هذا ( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ) ويقول ( ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) ومن غير أن نشعر نفتري على الله الكذب ونصد عن سبيل الله لأننا لا نعرف سننه في نفس الإنسان حين نعرف سنن الله في الوجود تطمئن قلوبنا بعد أن عرفنا سنة طاقة الكهرباء اطمأنت قلوبنا وتوضع الجمجمة على التوتر العالي ليحذر الناس إذ حين يقترب الإنسان من هذه الطاقة وهو يجهل سننها وما فطر الله عليها هذه الطاقة يصعق الإنسان أو يتلف الآلة أو يشعل الحرائق لهذا الناس يتفننون على وضع الأمانات التي تحول دون تحول النعمة إلى نقمة فكما إذا غفلنا عن سنة الله في الطاقة كيف تتحول النعمة إلى نقمة كذلك حين نجهل سنن النفس الإنسانية نحول هذه الطاقة التي لا توجد طاقة مثلها إلى دمار وخراب وتدسية بدل تزكيتها " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار "

وأنا قصدي في كل ما أكتب أن نكشف سنن النفس الإنسانية وطاقاتها وكيفية التعامل معها ولأجل هذا بعث الله الرسل وأنزل الكتب وقدم العظات وأمر بالنظر إلى العواقب الآن كل همي هذا وإذا كنت عاجزاً عن تفصيل هذا الموضوع إنما أريد أن أقرب إمكانية فهم أهمية هذا الموضوع إلى الشباب الإسلامي المتحرق والمحترق والذي ينطح الجدار يرى أنه أريد أن يدرك أن هذا الكون كله بما فيه الإنسان مسخر له يقول له كن فيكون وخاصة هذا الإنسان آه لقد فرغت من المقالة وأنا أبحث في المقدمات التي أريد منها أن نشعر بها أن هذا الذي أريد أن أقول ليس هجراً وإنما هو النبأ العظيم واليقظة العظمى والسلام الأكبر والقلب السليم حين نعرف أن الكون كله مسخر لنا بما فيه الإنسان سوف لن يبقى في قلوبنا غل لأحد من البشر فهل يكون في قلبنا غلٌ للكهرباء فإذا أصبنا منها بضرر فنحن الذين أخطأنا في سنن التعامل كذلك الإنسان يقدم لك نفسه وماله وهو يستقلهما هذا ما جاء به الأنبياء وهذا ما نعجز عن فهمه وكشفه وهذا ما يجعل الكون الذي خلق على أساس الرحمة والهداية طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .






جودت سعيد
http://jawdatsaid.net






from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب
سيو

0 التعليقات: