2040 نهاية الزواج عندهم.. وعندنا؟




الكاتب: سليم قلالة



يدق الغرب اليوم ناقوس الخطر بشأن مستقبل الأسرة. تَنشر المعاهد باستمرار التحذيرات بعد الأخرى عن قرب انهيار نمط الحياة الغربي. يتم تحريك الآلة الإعلامية الغربية بشكل كبير لمنع تزايد أعداد المسلمين هناك. تُستَغل أو تُفبرك أكثر من عملية ـ إرهابية ـ للتضييق على الجالية المسلمة بشكل خاص، (آخرها شارلي إيبدو) لخطورتها الديمغرافية...



ربما نُتابع مثل هذه الأحداث ولا نُبالي، ولا نَنتبه أنه علينا أن نتعظ من تجربة هذه البلدان في مجال تعاملنا مع مستقبل الأسرة في بلادنا، خاصة فيما يتعلق بالطلاق والسكن وتأخر سن الزواج بالنسبة للشباب.



تقول الإحصائيات الغربية أن الزواج انخفض في أوروبا بنسبة 40 بالمائة في هذا الجيل، وتعدى عدد الأطفال المولودين خارج الزواج (أطفال الزنا) في ألمانيا 32٪، وفي فرنسا 53٪، وفي إيطاليا 22٪. وفاقت نسبة النساء بدون أطفال في واشنطن وحدها 70٪، وقدرت التقارير أن ثلثي اليابانيين الأٌقل من 50 سنة سيكونون عزابا من هنا إلى سنة 2050.



ما الذي اقترحه خبراء الدول الغربية لهذا الوضع منذ عقود؟



في سنة 1996 اقترح معهد "هوفر" الأمريكي أنه على الحكومة اتخاذ إجراءات لمواجهة ذلك من بينها:



ـ وقف المساعدة للنساء العازبات



ـ إلغاء الطلاق بالتراضي



ـ إلغاء عقوبات الضرائب على المتزوجين



ـ الضغط على هوليود لكي تكرس في أفلامها ثقافة الزواج وتحببه للشباب... الخ



إلا أن هذه التدابير، وغيرها، لم تفلح، وأصبح الحديث اليوم عاديا عن قرب نهاية الزواج سنة 2040 (جريدة Monde le لنهار أمس)، بما يعني نهاية المجتمعات الغربية التي نعتبرها مثالا لنا، ونحلم للعيش فيها!



ماذا أفاد التقدم التكنولوجي هذه المجتمعات؟



ما الذي سنستفيده نحن، ومن بيننا مَن يعمل على أن نَتَّبع خطاهم، في مجال تسهيل آليات الطلاق، وتأخير سن الزواج، والتقصير في توفير السكن للشباب؟



هل سندخل جحر الضب كما دخلوه كما جاء في الأثر؟



لقد جاء في آخر أحد التقارير التي تناولت هذا الموضوع في سنة 2012: "أن النجاح في العقود القادمة سيكون للثقافات التي تحافظ على مكانة الأسرة، ليس لكونها الوحدة الأساسية للمجتمع، بل لكونها ضرورية بحق لبقائه في العصور القادمة" (تقرير: The rise of post-familialism, Joel Kotkin)



هل سنقرأ جيدا اليوم مصير الشعوب الغربية قبل أن نرسم سياساتنا العامة تجاه الأسرة أو السكن والشباب؟



هل سنقرأ؟ ذلك هو الأمل...





from منتديات الشروق أونلاين
سيو

0 التعليقات: